السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الغاليه
إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ؟
متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ؟
متى تقوين على كسر القيود وتنتصر ؟
إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟
فهل فكرتي بالتوبة ؟
لهفي على لحظة سماع عودتك إلى الله
وانضمامك إلى قوافل التائبات العائدات
أريد أن أفرح لفرحك
قد لا تتصوري سعادتي بك تلك اللحظة
لست أنا فقط بل الله تعالى الغني العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه الأوبة والرجوع إليه جعلنا الله من التائبين الصادقين
قولي بربك من مثلك إذا فرح الله بك؟؟؟؟؟؟
لقد جاء في الحديث
((إن الله يفرح بتوبة أحدكم]))
الله أكبر فهل تريدي في هذه الليلة أن يفرح بك الله والله إن أحدنا تريد أن يفرح عنها أبيها أو ترضى عنها زميلتها فكيف برب العالمين تبارك وتعالى
نعم إن الأمر صدق هو كذلك
((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين]))البقرة
وإذا احـــــــــــــــــــــــــــــــــــبك الله فما عليك ولو أبغضك من في الأرض جميعاً
أيتها الغالية :
ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله
أيتها الغالية : أين نحن عن قوله تعالى
(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ]))
وعن قوله
((وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ))
أتجد في نفسك تردداً إلى الآن ؟ كن عاقلاً فلا تشري حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم
حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول في روضات الجنة
جزاء بما كانوا يعلمون ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن تبارك وتعالى ويمتعون أنظارهم
ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وإن أبيتي إلا أن تصري على العصيان ماذا تنظري أعلنها من الآن توبة إلى الله
فكي قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك ألجأ إلى الله واعتصمي به وانطرحي بين يديه
هاهم العائدون إلى الله تراهم سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد ألا تعلم أن ماعند الله خير وأبقى
أتبيعي الجنة بالنار ألم تستوعبي إلى الآن حقيقة الدنيا وأنها دار ممر وليست دار مقر وأنها ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت ‘إن خير فخير وإن شراً فشر أتظن أنك وحدك القادر على ارتكاب الحرام أتظني أن الذين لزموا الطاعة وصبروا على شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب الملذات من الحرام
بلى هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون ثوابه ويصبرون قليلاً ليرتاحوا كثيراً فكوني معهم لتجدي السعادة في الدنيا قبل الآخرة
فإن لم تتوبي اليوم فمتى ستتوبي وإن لم تندمي اليوم متى ستندمي هل تنتظري أن تتوبي عند الموت
هل تنتظري أن تندمي حين لا ينفع الندم ؟! حين تقولي
ياليت وياليت !
فالتوبة لا تقبل حينئذ
قال تعالى
يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً
أو هل تنتظري حتى تدخلي النار فتتوسلي إلى الله يوم لا يجدي التوسل يوم يتوسل أهل النار أن يخرجهم الله منها ليعودوا ليعملوا صالحاً ولكن هيهات
يقولون
((ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون))فيجيبهم المولى سبحانه
(قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)
قال الجبار جل جلاله :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "